فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (11)

ثم بين الموروث بقوله : { الذين يَرِثُونَ الفردوس } وهو أوسط الجنة ، كما صح تفسيره بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . والمعنى : أن من عمل بما ذكر في هذه الآيات فهو الوارث الذي يرث من الجنة ذلك المكان ، وفيه استعارة لاستحقاقهم الفردوس بأعمالهم . وقيل : المعنى : أنهم يرثون من الكفار منازلهم حيث فرقوها على أنفسهم ؛ لأنه سبحانه خلق لكل إنسان منزلاً في الجنة ومنزلاً في النار . ولفظ الفردوس لغة رومية معرّبة ، وقيل : فارسية . وقيل : حبشية . وقيل : هي عربية . وجملة : { هُمْ فِيهَا خالدون } في محل نصب على الحال المقدّرة ، أو مستأنفة لا محل لها ، ومعنى الخلود : أنهم يدومون فيها لا يخرجون منها ولا يموتون فيها ، وتأنيث الضمير مع أنه راجع إلى الفردوس لأنه بمعنى الجنة .

/خ11