{ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد( 51 )يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار( 52 ) } .
بشرى للمؤمنين أن الله القوي المتين مؤيدهم على من ناوأهم ، كما أيد المرسلين-ولو بعد حين- ومنتقم ممن آذاهم أجمعين ؛ وقد جاء ذلك مفصلا في قول المولى –تبارك اسمه- : { فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون . أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون }{[4068]} .
يقول أبو جعفر محمد بن جرير : يقول القائل : وما معنى { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا } وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه ومثلوا به كشعياء ويحيى بن زكريا وأشباههم ؛ ومنهم همّ بقتله قومه فكان أحسن أحواله أن يخلص منهم حتى فارقهم ناجيا بنفسه كإبراهيم الذي هاجر إلى الشام من أرضه مفارقا لقومه ، وعيسى الذي رفع إلى السماء إذ أراد قومه قتله ؛ فأين النصرة التي أخبرنا أنه ينصرها رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا . . ؟ . . معناه . . بإعلائنا هم على من كذبنا ، وإظفارنا هم بهم حتى يقهروهم غلبة ويذلوهم . . وإما بانتقامنا ممن حادّهم وشاقهم . . أو بانتقامنا في الحياة الدنيا من مكذبيهم . . اه .
ونقل عن السدي : ما قتل قوم قط نبيا أو قوما من دعاة الحق من المؤمنين إلا بعث الله عز وجل من ينتقم لهم فصاروا منصورين فيها وإن قتلوا .
روى البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تبارك وتعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب . . ){[4069]} .
هذا عن نصرة الرسل والمؤمنين في الدنيا ، والنصر الأعز يوم يجاء بالأشهاد-جمع شهيد- من النبيين ، والملائكة ، والمؤمنين ، والأجساد ، فينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ، ويُنادَوْنَ : { ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون } ويومئذ يخسر المبطلون ، ويُعْرَفُ المجرمون بسيماهم ، يومئذ لا تقبل منهم المعاذير ، { . . ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين }{[4070]} و{ اللعنة } : البعد من رحمة الله ، و{ سوء الدار } ما يسوءهم في دار العذاب من أوجاع الحريق ولهيبه ، والحميم والزقوم ، وغليهما في البطون ، مع ألم الحسرة والندامة ، والذل والمهانة ، أو أضيفت الصفة إلى الموصوف ، أي : الدار السوآى وبئس القرار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.