فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (46)

{ ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب( 45 )من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد( 46 ) } .

وسنتنا أن نرسل الرسل وننزل الكتب ، فمن المنذَرين مصدق ومكذب ، فقد أنزلنا التوراة على موسى فاستيقنت به طائفة وكفرت طائفة ، وهكذا حال قومك في شأن القرآن فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه ، ولولا أني قضيت أن أمهلهم لعاجلتهم بالهلاك كسابقهم ، وإن قومك لفي شك مقلق من القرآن . ومن صدق وأبصر واستجاب فلنفسه كسب الخير والفوز ، ومن كذب وجحد وعمي فعلى نفسه جر الخزي والعذاب ، وربك لا يظلم العباد شيئا ولكن أنفسهم يظلمون .

[ وروى العدول الثقات ، والأئمة الأثبات ، عن الزاهد العدل ، عن أمين الأرض ، عن أمين السماء ، عن الرب جل جلاله : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) الحديث ]{[4176]} .


[4176]:ما بين العارضتين مما أورد القرطبي.