فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (46)

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ } أي من أطاع الله وآمن برسله ولم يكذبهم فثواب ذلك راجع إليه ، ونفعه خاص به { وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا } أي عقاب إساءته عليه لا على غيره { وما ربك بظلام للعبيد } فلا يعذب أحدا إلا بذنبه ، ولا يقع منه الظلم لأحد ، كما في قوله سبحانه { إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا } ؛ وظلام صيغة نسب كتمّار ، وبقال ، وخباز ، لا صيغة مبالغة ، وهذا التقرير أحسن من غيره .

وقال الكرخي : ليس بذي ظلم أشار به إلى أن ظلام ليس على بابه ، وقد تقدم الكلام على معنى هذه الآية في سورة آل عمران عند قوله : { وَ أَنَّ الله ليس بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } وفي سورة الأنفال أيضا