اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (46)

ثم قال : { مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا } يعنى خفف على نفسك إعراضهم فإنهم إن آمنوا فنفع إيمانهم يعود عليهم وإن كفروا فضرر كفرهم يعود عليهم فالله{[48935]} سبحانه وتعالى يوصل إلى كل أحد ما يليق بعمله من الجزاء { وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }{[48936]} .

قوله : «فلنفسه » يجوز أن يتعلق بفعل مقدر أي فلنفسه عملهُ{[48937]} ، وأن يكون خبر مبتدأ مضمر أي فالعامل الصالحُ لنفسه{[48938]} . وقوله «فَعَلَيْهَا » مثله .

ثم قال : { وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } والكلام على نظيره قد تقدم في سورة آل عمران عند قوله : { وَأَنَّ الله لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } [ آل عمران : 182 ] .


[48935]:في ب والله، بالواو.
[48936]:انظر المرجعين السابقين.
[48937]:الدر المصون 4/738.
[48938]:التبيان 1128.