فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ} (46)

{ مَّنْ عَمِلَ صالحا فَلِنَفْسِهِ } أي من أطاع الله ، وآمن برسوله ، ولم يكذّبهم ، فثواب ذلك راجع إليه ، ونفعه خاصّ به { وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا } أي عقاب إساءته عليه لا على غيره { وَمَا رَبُّكَ بظلام لّلْعَبِيدِ } ، فلا يعذبّ أحداً إلاّ بذنبه ، ولا يقع منه الظلم لأحد كما في قوله سبحانه : { إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ الناس شَيْئًا } [ يونس : 44 ] وقد تقدّم الكلام على معنى هذه الآية في سورة آل عمران عند قوله : { وَأَنَّ الله لَيْسَ بظلام لّلْعَبِيدِ } [ آل عمران : 182 ] ، وفي سورة الأنفال أيضاً .

/خ54