فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا لَا يَخۡفَوۡنَ عَلَيۡنَآۗ أَفَمَن يُلۡقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيۡرٌ أَم مَّن يَأۡتِيٓ ءَامِنٗا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ٱعۡمَلُواْ مَا شِئۡتُمۡ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ} (40)

{ إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير( 40 ) } .

إن الذين يطعنون فيما نسوق من برهان ، ويعرضون عن دلائل القدرة والسلطان ، ويغفلون أو يتغافلون عن حجتنا البالغة في إتقان الصنعة وإعجاز آيات القرآن ، لن يفوتهم علمنا ، وإحاطتنا واقتدارنا وجزاؤنا ، فهل يستوي من يسحب على وجهه في الجحيم ، ومن تتلقاه الملائكة بالبشرى والتكريم ، وتنطلق به إلى جنات النعيم ؟ ! لا يستويان .

وإني أسمع وأرى عمل كل عامل ، وقول كل قائل ، فليعمل الجاحد والملحد ما تسول له نفسه ، فإن هلاكه لن يتعداه ؛ وعيد من الله القهار الجبار-وليس المقصود حقيقة الأمر- بل سيجازيهم من جنس كسبهم .