{ وأما السائل فلا تنهر( 10 ) } لا تزجر سائلك ولكن أجب سؤله ، أو رده بميسور من القول ؛ وليسعه منك- إن لم يسعه مالك- بسط الوجه ؛ فإن لم تسعهم أموالنا ، فلتسعهم أخلاقنا ؛ قال إبراهيم بن أدهم : نعم القوم السؤال : يحملون زادنا إلى الآخرة ؛ وقال إبراهيم النخعي : السائل بريد الآخرة ، يجيء إلى باب أحدكم فيقول : هل تبعثون إلى أهليكم بشيء ؟ ! لكن ليس معنى هذا أن نعين على التسول والتبطل ؛ فإن الصادق المصدوق صلى الله تعالى عليه وسلم علم : أنه لأن يأخذ الواحد حبله على ظهره فيحتطب فيبيع فيأكل خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ؛ كما كان من هديه صلوات الله عليه أن المسألة لا تحل إلا لذي فقر مدقع ، أو غرم مفظع ، أو نازلة يعدها العقلاء نازلة ، وما سوى ذلك فسحت يأكله صاحبه سحتا ؛ هذا معنى ما أرشد إليه صلى الله عليه وسلم .
قال العلماء : أما إنه ليس بالسائل المستجدي ولكن طالب العلم إذا جاءك فلا تنهره [ وقيل : المراد بالسائل هنا : الذي يسأل عن الدين . . . قال ابن العربي : وأما السائل عن الدين فجوابه فرض على العالم ، على الكفاية ، كإعطاء سائل البر{[11385]} سواء ]{[11386]} .
يقول صاحب روح المعاني : ثم النهي عن النهر- على ما قالوا- إذا لم يلح في السؤال{[11387]} ، فإن ألح ولم ينفع الرد باللين فلا بأس بالزجر ؛ وقال أبو الدرداء : المراد بالسائل هنا السائل عن العلم والدين لا سائل المال ، ولعل النهي عن زجره على القول الأول يعلم بالأولى ؛ ويشهد للأولوية أنه لا وعيد على ترك إعطاء المستجدي لمن يجد ما يستجديه ، بخلاف ترك جواب سائل العلم لمن يعلم ، ففي الحديث : من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار . . .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.