فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ} (9)

{ تقهر } تستذل .

6

{ فأما اليتيم فلا تقهر( 9 ) } . وحين أذكره الله تعالى نعمه حتى لا ينسى نفسه أوصاه بأن يتعامل مع الخلق مثل معاملة الله معه ، فقال : { فأما اليتيم فلا تقهر } لا تقهره ولا تحقره ، ولا تصح به ، ولا تعبس في وجهه ، ولا تظلمه بتضييع ماله ضعف حاله ؛ والخطاب للنبي والمراد- والله أعلم- أمته ؛ فلقد كان صلى الله تعالى عليه وسلم رقيق القلب حتى على الحيوان الأعجم ، ويعلمنا أنه : من لا يرحم لا يُرحم ؛ فكيف تكون رحمته باليتيم الذي لا ناصر له إلا البر الرحيم رب العرش العظيم ؟ ! في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين ) وأشار بالسبابة والوسطى ؛ قال قتادة- في الحض على الإحسان إلى اليتيم ، والتلطف به- : كن لليتيم كالأب الرحيم .