فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ} (10)

{ وأما السائل فلا تنهر } يقال نهره وانتهر إذا استقبله بكلام يزجره فهو نهى عن زجر السائل والاغلاظ له ، ولكن يبذل اليسير القليل ، أو يرده بالجميل .

قال الواحدي قال المفسرون يريد السائل على الباب ، يقول لا تنهره إذا سألك فقد كنت فقيرا ، فإما أن تطعمه وإما أن ترده ردا لينا قال قتادة معناه رد السائل برحمة ولين .

وقيل المراد بالسائل طالب العلم والذي يسأل عن الدين فلا تنهره بالغلظة والجفوة وأجبه برفق ولين ، كذا قال سفيان ، والسائل منصوب بتنهره والتقدير مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم ولا تنهر السائل ، وهذه النواهي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي نواه له ولأمته صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم أسوته ، فكل فرد من أفراد هذه الأمة منهى بكل فرد من أفراد هذه النواهي .