فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ} (7)

{ ضالا } غافلا عن أمر الرسالة التي سأبعثك بها .

{ فهدى } فأرشدك .

6

{ ووجدك ضالا فهدى( 7 ) } خفي وغاب عنك الشرع الحنيف ، والمنهاج السوي ، فأوحيت إليك ، وعلمتك ما لم تكن تعلم ؛ كما قال الله جل علاه : { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء . . }{[11383]} [ وقال بعض المتكلمين : إذا وجدت العرب شجرة منفردة في فلاة من الأرض ، لا شجر معها ، سموها ضالة ، فيهتدي بها إلى الطريق ؛ فقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { ووجدك ضالا } أي لا أحد على دينك ، وأنت وحيد ليس معك أحد ؛ { فهدى } فهديت بك الخلق إلي ]{[11384]} ؛ أي : أما وجدك وحدك ليس معك أحد فهدى الناس إليك ولم يتركك منفردا ؟ !


[11383]:- سورة الشورى. من الآية 52.
[11384]:- ما بين العلامتين [ ] من الجامع لأحكام القرآن.