اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ} (10)

قوله تعالى : { وَأَمَّا السآئل فَلاَ تَنْهَرْ } ، أي : فلا تزجره ، يقال : نهره ، وانتهره إذا زجره ، وأغلظ له في القول ، ولكن يرده ردَّا جميلاً .

[ قال إبراهيم بن أدهم : نعم القوم السؤال ، يحملون زادنا إلى الآخرة . وقال إبراهيم النخعي : السائل يريد الآخرة يجيء إلى باب أحدكم فيقول : هل تبعثون إلى أهليكم بشيء .

وقيل : المراد بالسائل الذي يسأل عن الدين ]{[60431]} .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سَألتُ ربِّي مَسْألةً ودِدْتُ أنِّي لَمْ أسْألْهَا ، قُلْتُ : يَا ربِّ ، اتَّخذتَ إبْراهِيمَ خَلِيلاً ، وكلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيماً ، وسخَّرتَ مَع دَاوُدَ الجِبالَ يُسَبِّحْنَ ، وأعطيتَ فُلاناً كَذَا فقال عز وجل : ألَمْ أجِدْكَ يَتِيماً فَأويتك ؟ أَلَمْ أَجِدْكَ ضالاً فَهَدَيْتُكَ ؟ أَلَمْ أَجِدكَ عائِلاً فَأَغْنَيْتُكِ ؟ أَلَمْ أَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ؟ أَلَمْ أُوتِكَ مَا لَمْ أُوتِ أَحَدَاً قبلَكَ خَوَاتِيِمَ سورةِ البقرة ؟ أَلَمْ أَتَّخِذُكَ خَلِيْلاً كَمَا اتَّخَذْتُ إبراهيمَ خليلاً ؟ قلت : بلى يا ربِّ »{[60432]} .


[60431]:سقط من: ب.
[60432]:أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/455) والبيهقي في "دلائل النبوة (7/63) عن ابن عباس. وقال الهيثمي في "المجمع" (8/256): رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/611) وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم وأبي نعيم في "الدلائل" وابن مردويه وابن عساكر.