وأشار إلى اختلافهم فيه بقوله : { وجعلنا منهم } أي من أنبيائهم وأحبارهم بعظمتنا ، مع ما في طبع الإنسان من اتباع الهوى { أئمة يهدون } أي يوقعون البيان ويعملون على حسبه { بأمرنا } أي بما أنزلنا فيه من الأوامر ؛ ثم ذكر علة جعله ذلك لهم بقوله : { لما صبروا } أي بسبب صبرهم ولأجله - على قراءة حمزة والكسائي{[54864]} بالكسر والتخفيف - أو حين صبرهم على قبول أوامرنا{[54865]} على قراءة الباقين بالفتح والتشديد ، وإن كان الصبر أيضاً إنما هو بتوفيق الله لهم { وكانوا بآياتنا } {[54866]}لما لها{[54867]} من العظمة { يوقنون * } لا يرتابون في شيء منها ولا يفعلون فعل الشاك فيه الإعراض ، وكان ذلك لهم{[54868]} جبلة جبلناهم عليها .
قوله : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ } أي لما صبر المؤمنون من بني إسرائيل على أوامر الله والابتعاد عن زواجره ونواهيه ، وصدّقوا رسله ، واتبعوهم فيما جاءوهم به من عند ربهم ، وكانوا موقنين بآيات الله على أنها حق وصدق ، جعل الله منهم أئمة في العلم والتقوى ، يهدون الناس إلى الحق بأمر الله ويدعونهم إلى ما تضمنته التوراة من البينات والشرائع والحكمة فيدعون إلى الخير ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر . لكنهم لما بدلوا وزيفوا ما أنزل إلهم وحرفوه تحريفا ، سلبهم الله مقام الإمامة للناس ، وحيل بينهم وبين صلوحهم أن يُقتدى بهم ؛ فهم أجدر أن لا يُقتدى بهم بعد التحريف وأن لا يكونوا موضع ثقة وائتمان في إمامة ولا ريادة ولا قيادة لأمة من الأمم . وذلك لفرط ما تلبسوا به من تحريف وتزييف لآيات الله ، وتلاعب في كتابهم التوراة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.