الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (29)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (29)

ولما أسفر حالهم بهذا السؤال الذي محصله{[54909]} الاستعجال على وجه الاستهزاء عن أنهم لا يزدادون مع البيان إلا عناداً ، أمرهم بجواب فيه أبلغ تهديد ، فقال فاعلاً فعل القادر في الإعراض عن إجابتهم عن تعيين اليوم إلى{[54910]} ذكر حاله : { قل } أي لهؤلاء اللد الجهلة : { يوم الفتح } أي{[54911]} الذي تستهزئون به ، وهو يوم القيامة - تبادرون إلى الإيمان بعد الانسلاخ مما{[54912]} أنتم فيه من الشماخة والكبر ، فلا ينفعكم بعد العيان وهو معنى{[54913]} { لا } ينفعكم - هكذا كان الأصل ، ولكنه أظهر الوصف تعميماً وتعليقاً للحكم به فقال : { ينفع الذين كفروا } أي غطوا آيات ربهم التي لا خفاء بها سواء في ذلك أنتم وغيركم ممن اتصف بهذا الوصف { إيمانهم } لأنه ليس إيماناً بالغيب ، ولكنه ساقه هكذا سوق ما هو معلوم { ولا هم ينظرون * } أي يمهلون في إيقاع العذاب بهم لحظة ما من منظر ما .


[54909]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: محطه.
[54910]:من ظ ومد، وفي الأصل وم: الذي.
[54911]:زيد من ظ وم ومد.
[54912]:في ظ ومد: بما.
[54913]:زيد من ظ وم ومد.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (29)

{ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ }

المراد بالفتح القضاء ، وذلك يوم القيامة . فقد ذكر أن المؤمنين قالوا : للمشركين : سيحكم الله بيننا وبينكم يوم القيامة فيجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته فقال لهم المشركون ساخرين مستهزئين : { مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أي متى هذا القضاء أو الحكم الذي تزعمون أنه آت إن كنتم تصدُقون فيما تقولون . وقيل : المراد بالفتح الغلبة والنصر للمسلمين على الكافرين في الدنيا فقد استعجلهم الكافرون على سبيل السخرية والصواب القول الأول وقد دل عليه قوله سبحانه : { يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ } يعني إذا قامت الساعة وسيق المكذبون للحساب لا ينفعهم حينئذ إيمان ولا توبة ، إذ لا قيمة للتوبة والندم يوم القيامة .

قوله : { وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ } أي لا يؤَخَّرون أو يُمهلون لكي يتوبوا وإنما يساقون للحساب ليلاقوا نصيبهم من سوء الجزاء .