الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخۡلَدَهُۥ} (3)

{ أَخْلَدَهُ } وخلده بمعنى ، أي : طوّل المال أمله ، ومنّاه الأماني البعيدة ، حتى أصبح لفرط غفلته وطول أمله يحسب أنّ المال تركه خالداً في الدنيا لا يموت . أو يعمل من تشييد البنيان الموثق بالصخر والآجر وغرس الأشجار وعمارة الأرض عمل من يظن أن ماله أبقاه حياً . أو هو تعريض بالعمل الصالح ، وأنه هو الذي أخلد صاحبه في النعيم ؛ فأما المال فما أخلد أحداً فيه . وروي أنه كان للأخنس أربعة آلاف دينار . وقيل : عشرة آلاف . وعن الحسن : أنه عاد موسراً فقال : ما تقول في ألوف لم أفتد بها من لئيم ، ولا تفضلت بها على كريم ؟ قال : ولكن لماذا ؟ قال : لنبوة الزمان ، وجفوة السلطان ، ونوائب الدهر ، ومخافة الفقر . قال : إذن تدعه لمن لا يحمدك ، وترد على من لا يعذرك { كَلاَّ } ردع له عن حسبانه .