تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخۡلَدَهُۥ} (3)

الآية3 : وقوله تعالى : { أيحسب أن ماله أخلده } يتوجه بوجهين :

أحدهما : أن يكون على الحقيقة أنه ( قدره عند ){[24051]} نفسه أنه يبقى لبقاء الأموال له لما يرى بقاءه من حيث الظاهر بها ، فتقرر عنده أن ما آتاه الله تعالى من الأموال ، هو رزقه ، فيعيش إلى أن يستوفي جميع رزقه ، فيجمعه ، ويدخره لكي يزيد في عمره .

والوجه الثاني : أن يكون على الظن والحسبان ، كأنه يقول : { جمع مالا وعدده } جمع من يظن أن ماله يزيد في عمره .

فإن كان على التأويل الأول فقوله : { كلا } رد عليه ، أي ليس كما قدره عند نفسه ، وإن كان على التأويل الثاني فعلى إيجاب عقوبة مبتدأة .

وقيل : عدده : أي أكثر عدده ، وقال الحسن : عدده أي صنفه ، فجعل ماله أصنافا ، وجعل أنواعا من الإبل والغنم والبقر والدور والعقار والمنقول وغيرها ، وقيل : عدده : أي استعده ، وأعده ، وهيأه .


[24051]:في الأصل وم: قدر عنده