الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخۡلَدَهُۥ} (3)

ثم قال تعالى : { يحسب أم ماله ، أخلده } .

أي : يظن هذا( {[77466]} ) الجامع للمال ولا ينفقه في سبيل الله ، ولا يخرج حق الله منه .

وقيل : { عدده }( {[77467]} ) من العدة ، أي [ اعتد ] ( {[77468]} ) به ودفعه ذخيرة ، ومنه : { أعتدنا للظالمين }( {[77469]} ) .

وقيل : ( إن ) ( {[77470]} ) معنى ( وعدده ) ( {[77471]} ) ، أي : كثره ، يحسب أن ماله مخلده( {[77472]} ) في الدنيا فلا يموت( {[77473]} ) .

ووقع { أخلده } في موضع " يخلده ، كما يقال للرجل يأتي الذنب الموبق : دخل ، والله ، فلان النار أي سيدخلها( {[77474]} ) . ويقال للرجل يأتي المرء يهلك فيه : عطب ، والله ، فلان ، أي : سيعطب( {[77475]} ) .

وقيل : إن الفعل على حاله ماضيا( {[77476]} ) ، والمعنى : يحسب هذا الإنسان أن ماله أحياه في الدنيا فيما مضى من عمره . هذا معنى قول ابن كيسان .


[77466]:ث: هذه.
[77467]:أ، ث: إن عدده.
[77468]:م: اعتدا.
[77469]:الكهف: 29، وهذا قول عكرمة في زاد المسير: 9/229.
[77470]:ساقط من أ.
[77471]:أ: عدده.
[77472]:ث: مخلده.
[77473]:أ: أن ماله في الدنيا أخلده، أي: يخلده فلا يموت.
[77474]:انظر: جامع البيان 30/294.
[77475]:انظر: جامع البيان 30/294.
[77476]:أ: ماض.