غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخۡلَدَهُۥ} (3)

{ يحسب } أي طول المال أمله ومناه الأماني البعيدة حتى أصبح لفرط غفلته يحسب أن ماله يتركه خالداً في الدنيا . وقيل : عدده أي أمسكه وجعله عدة وذخيرة لحوادث الدهر . وقيل : أراد بقوله { يحسب } تشييد البنيان وإحكامه بالجص والآجر غرس الأشجار وعمارة الأراضي عمل من يظن أن ماله أبقاه حياً ، أو هو تعريض بالعمل الصالح المخلد لصاحبه الأجر الجزيل والثناء الجميل ، وأما المال فبمعزل عن ذلك ؛ لأنه للحادث أو للوارث . وقيل : أحب المال حباً شديداً حتى اعتقد أنه إن انتقص مالي أموت ، فلذلك يحفظه عن النقصان ليبقى حياً ، وهذا غير بعيد من اعتقاد البخيل .

/خ9