الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ} (4)

وقرأ أبو حنيفة رحمه الله : «يرميهم » أي : الله تعالى أو الطير ؛ لأنه اسم جمع مذكر ؛ وإنما يؤنث على المعنى . وسجيل : كأنه علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار ، كما أن سجيناً علم لديوان أعمالهم ، كأنه قيل : بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدوّن ، واشتقاقه من الإسجال وهو الإرسال ؛ لأنّ العذاب موصوف بذلك ، وأرسل عليهم طيراً ، { فأرسلنا عليهم الطوفان } [ الأعراف : 133 ] . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : من طين مطبوخ كما يطبخ الآجر . وقيل : هو معرب من سنككل . وقيل : من شديد عذابه ؛ ورووا بيت ابن مقبل :

ضَرْباً تَوَاصَتْ بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّيلاَ ***

وإنما هو سجينا ، والقصيدة نونية مشهورة في ديوانه ؛ وشبهوا بورق الزرع إذا أكل ، أي : وقع فيه الأكال .