الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (22)

{ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } ربكم أي لا تفوتونه إن هربتم من حكمه وقضائه { فِى الأرض } الفسيحة { وَلاَ فِى السماء } التي هي أفسح منها وأبسط لو كنتم فيها ، كقوله تعالى :

{ إِنِ استطعتم أَن تَنفُذُواْ مِنْ أقطار السموات والأرض فانفذوا } [ الرحمن : 33 ] ، وقيل : ولا من في السماء كما قال حسان رضي الله عنه :

أَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُم *** وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ

ويحتمل أن يراد : لا تعجزونه كيفما هبطتم في مهاوي الأرض وأعماقها ، أو علوتم في البروج والقلاع الذاهبة في السماء ، كقوله تعالى : { وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } [ النساء : 78 ] أو لا تعجزون أمره الجاري في السماء والأرض أن يجري عليكم ، فيصيبكم ببلاء يظهر من الأرض أو ينزل من السماء [ ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير ] .