تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (22)

الآية 22 وقوله تعالى : { وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء } أي ما أنتم بمعجزين الله [ إن كنتم في الأرض أو ]( {[15691]} ) في السماء .

وعلى قول المعتزلة يكونون معجزين الله في الأرض على ظاهر مذهبهم لأنهم يقولون : إن الله قد أراد إبقاء الأخبار وأهل الصلاح ، ثم يجيء كافر ، فيقتلهم قبل أجلهم الذي أراد إبقاءهم إلى وقت .

وكذلك يقولون : أراد الله أن يرزقهم من رشد ونكاح ، لكنهم يطلبون الرزق من حرام ، ويزنون ، وتخلق أولادهم من زنى ، شاء ، أو أبى ، لا يقدر التخلص عما يريدونه( {[15692]} ) . فأي إعجاز يكون أشد من هذا ؟ فنعود بالله من السّرف في القول .

وقوله تعالى : { وما أنتم بمعجزين في الأرض } هم يعلمون ؛ أعني الكفرة ، أنهم لا يعجزون الله ، ولا يقدرون على إعجازه ، لكنه يذكر أنهم( {[15693]} ) كانوا يعملون عمل من هو معجز فائت عن عذاب الله ونقمته ، وهو كقوله : { والذين سعوا في آياتنا معاجزين } [ الحج : 51 ] هم يعلمون أنهم لا يقدرون أن يسعوا في آياته معاجزين ، لكنهم يسعون في دفع آياته والإنكار لها سعي معاجز لها لا سعي خاضع قابل . فعلى ذلك الأول .

وقوله تعالى : { وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير } أي مالكم من دون الله ما طمعتم من النصر لكم والشفاعة ، وليس لكم . ذلك لأنهم عبدوا تلك الأصنام لما طمعوا شفاعتها عند الله لهم والزلفى [ بقوله تعالى ]( {[15694]} ) : { واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا } { كلا } [ مريم : 81 و : 82 ] وقولهم( {[15695]} ) : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] وقولهم( {[15696]} ) { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] ونحوه .

فيقول : ما لكم مما طمعتم بعبادتكم تلك الأصنام من ولي ولا نصير .


[15691]:ساقطة من الأصل وم.
[15692]:في الأصل وم: يريدونهم.
[15693]:في الأصل وم: لأنهم.
[15694]:في الأصل وم: حيث قال.
[15695]:في الأصل وم: وقولهم.
[15696]:في الأصل وم: و.