فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (22)

{ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأرض وَلاَ فِي السماء } قال الفراء : ولا من في السماء بمعجزين الله فيها . قال : وهو كما في قول حسان :

فمن يهجو رسول الله منكم *** ويمدحه وينصره سواء

أي ومن يمدحه ، وينصره سواء . ومثله قوله تعالى : { وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } [ الصافات : 164 ] أي : إلاّ من له مقام معلوم . والمعنى : أنه لا يعجزه سبحانه أهل الأرض ولا أهل السماء في السماء إن عصوه . وقال قطرب : إن معنى الآية : ولا في السماء لو كنتم فيها ، كما تقول : لا يفوتني فلان ها هنا ، ولا بالبصرة ، يعني : ولا بالبصرة لو صار إليها . وقال المبرد المعنى : ولا من في السماء . على أن { من } ليست موصولة بل نكرة ، وفي السماء صفة لها ، فأقيمت الصفة مقام الموصوف ، وردّ ذلك عليّ بن سليمان وقال : لا يجوز ، ورجح ما قاله قطرب { وَمَا لَكُم مّن دُونِ الله مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ } { من } مزيدة للتأكيد ، أي ليس لكم وليّ يواليكم ولا نصير ينصركم ويدفع عنكم عذاب الله .

/خ27