ثم قال : { وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء } أي : وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا أهل السماء بمعجزين في السماء ، أي : ليس يفوت الله أحد . وقيل : المعنى : وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء لو كنتم فيها {[54433]} .
وقال المبرد {[54434]} : التقدير : ولا من في السماء ، على أن تكون ( من ) نكرة ، وفي السماء من نعتها ، ثم أقام النعت مقام المنعوت {[54435]} .
وقد رد عليه هذا/ القول علي بن سليمان {[54436]} ، وقال : لا يجوز لأن ( من ) إذا كانت نكرة فلا بد من صفتها ، فصفتها كالصلة ، ولا يجوز حذف الموصول وترك الصلة . والمعنى عنده : أن الناس خوطبوا بما يعقلون ومن في السماء الوصول إليه أبعد وأما المعنى : وما أنتم بمعجزين في الأرض ، ولو كنتم في السماء ما أعجزتم ، ومثله : { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة } {[54437]} {[54438]} .
فالمعنى : لا تعجزونا هربا ولو كنتم في السماء .
قال ابن زيد : معناه : لا يعجزه تعالى ذكره أهل الأرض في الأرض ولا أهل السماء في السماء إن عصوه {[54439]} ، فالتقدير على هذا : وما أنتم بمعجزين الله في الأرض ولا من في السماء بمعجزي الله . على حذف ( من ) مرة واحدة ، كما قال : { وما منا إلا له مقام معلوم } {[54440]} أي : إلا من له مقام .
وقيل : المعنى : وما أنتم معجزين من في الأرض من الملائكة ولا من في السماء منهم ، على إضمار ( من ) في الموضعين ، وهو بعيد .
ثم قال تعالى : { وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير } أي : ليس يمنعكم من عذاب الله ولي ولا نصير ينصركم إن أراد بكم سوءا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.