قوله : { وَلاَ فِي السَّمَآءِ } : على تقديرِ أَنْ يكونوا فيها كقولِه : { إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ } [ الرحمن : 33 ] أي : على تقديرِ أَنْ يكونوا فيها . وقال ابن زيد والفراء : " معناه ولا مَنْ في السماءِ أي : يُعْجِزُ إنْ عَصَى " يعني : أنَّ مَنْ في السماواتِ عطفٌ على " أنتم " بتقدير : إنْ يَعْصِ . قال الفراء : " وهذا من غوامضِ العربيةِ " . قلت : وهذا على أصلِه حيث يُجَوِّز حَذْفَ الموصولِ الاسميِّ وتَبْقى صلتُه . وأنشد :
3637 أمَن يهْجُو رسولَ الله منكُمْ *** ويَنْصُرُه ويَمْدَحُه سَواءُ
وأبعدُ مِنْ ذلك مَنْ قدَّر موصولين محذوفين أي : وما أنتم بمعجِزِين مَنْ في الأرض مِن الإِنسِ والجنِّ ولا مَنْ في السماء من الملائكة ، فكيف تُعْجِزُون خالقِها ؟ وعلى قولِ الجمهورِ يكونُ المفعولُ محذوفاً أي : وما أنتم بمعجِزين أي : فائِتينَ ما يريدُ اللَّهُ بكم .
وقوله : " ثم يُعيدُه " { ثُمَّ اللَّهُ يُنشِىءُ } مُسْتأنفان ، من إخبارِ الله تعالى ، فليس الأولُ داخلاً في حَيِّزِ الرؤيةِ ، ولا في الثاني في حَيِّزِ النظَر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.