الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{رُدُّوهَا عَلَيَّۖ فَطَفِقَ مَسۡحَۢا بِٱلسُّوقِ وَٱلۡأَعۡنَاقِ} (33)

فإن قلت : بم اتصل قوله : { رُدُّوهَا عَلَىَّ } ؟ قلت : بمحذوف ، تقديره : قال ردّوها عليّ ، فأضمر وأضمر ما هو جواب له ، كأن قائلاً قال : فماذا قال سليمان ؟ لأنه موضع مقتض للسؤال اقتضاءً ظاهراً ، وهو اشتغال نبيّ من أنبياء الله بأمر الدنيا ، حتى تفوّته الصلاة عن وقتها . وقرىء : «بالسؤوق » بهمز الواو لضمتها ، كما في أدؤر . ونظيره : الغؤر ، في مصدر غارت الشمس . وأما من قرأ بالسؤق فقد جعل الضمة في السين كأنها في الواو للتلاصق ، كما قيل : مؤسى : ونظير ساق وسوق : أسد وأسد . وقرىء : «بالساق » اكتفاء بالواحد عن الجمع ، لأمن الإلباس .