الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ} (68)

فإن قلت : { أخرى } ما محلها من الإعراب ؟ قلت : يحتمل الرفع والنصب : أما الرفع فعلى قوله : { فَإِذَا نُفِخَ فِى الصور نَفْخَةٌ واحدة } [ الحاقة : 13 ] وأما النصب فعلى قراءة من قرأ : { نَفْخَةٌ واحدة } [ الحاقة : 13 ] والمعنى : ونفخ في الصور نفخة واحدة ، ثم نفخ فيه أخرى . وإنما حذفت لدلالة أخرى عليها ، ولكونها معلومة بذكرها في غير مكان . وقرىء : «قياماً ينظرون » : يقلبون أبصارهم في الجهات نظر المبهوت إذا فاجأه خطب . وقيل : ينظرون ماذا يفعل بهم . ويجوز أن يكون القيام بمعنى الوقوف والجمود في مكان لتحيرهم .