الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

{ كَذَبُواْ عَلَى الله } أي وصفوه بما لا يجوز عليه تعالى ، وهو متعال عنه ، فأضافوا إليه الولد والشريك ، وقالوا : هؤلاء شفعاؤنا ، وقالوا : { لَوْ شَاء الرحمن مَا عبدناهم } ، وقالوا : { والله أَمَرَنَا بِهَا } [ الأعراف : 28 ] ولا يبعد عنهم قوم يسفهونه بفعل القبائح ، وتجويز أن يخلق خلقاً لا لغرض ، ويؤلم لا لعوض ، ويظلمونه بتكليف ما لا يطاق ، ويجسمونه بكونه مرئياً معايناً مدركاً بالحاسة ، ويثبتون له يداً وقدماً وجنباً متسترين بالبلكفة ، ويجعلون له أنداداً بإثباتهم معه قدماء { وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } جملة في موضع الحال إن كان ( ترى ) من رؤية البصر ، ومفعول ثانٍ إن كان من رؤية القلب .