الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِن كَانَ طَآئِفَةٞ مِّنكُمۡ ءَامَنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَطَآئِفَةٞ لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ فَٱصۡبِرُواْ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ بَيۡنَنَاۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (87)

{ فاصبروا } فتربصوا وانتظروا { حتى يَحْكُمَ الله بَيْنَنَا } أي بين الفريقين ، بأن ينصر المحقين على المبطلين ويظهرهم عليهم . وهذا وعيد للكافرين بانتقام الله منهم ، كقوله : { فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ } [ التوبة : 52 ] أو هو عظة للمؤمنين وحثّ على الصبر واحتمال ما كان يلحقهم من أذى المشركين إلى أن يحكم الله بينهم وينتقم لهم منهم . ويجوز أن يكون خطاباً للفريقين ، أي ليصبر المؤمنون على أذى الكفار وليصبر الكفار على ما يسوءهم من إيمان من آمن منهم ، حتى يحكم الله فيميز الخبيث من الطيب { وَهُوَ خَيْرُ الحاكمين } لأنّ حكمه حق وعدل ، لا يخاف فيه الحيف .