التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَإِن كَانَ طَآئِفَةٞ مِّنكُمۡ ءَامَنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَطَآئِفَةٞ لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ فَٱصۡبِرُواْ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ بَيۡنَنَاۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (87)

قوله : { وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين } الطائفة بمعنى الجماعة . والطائفة من الشيء ، قطعة منه . والطائفة من الناس ، الواحد فما فوقه{[1470]} .

والمراد أن قوم شعيب كانوا قسمين ، حدهما : المؤمنون الذين صدقوا شعيبا واتبعوه وهم قلة . وثانيهما : الكافرون . وهم الأكثرون . وفي الآية تهديد ظاهر للمشركين الظالمين الذين عتوا عن أمر ربهم ، ووعيد لهم بالهلاك والعذاب ، فوق ما تتضمنه الآية من تحضيض للطائفة المؤمنة على الصبر والاحتمال . وتقدير الكلام في قول شعيب لقومه هو : إن كنتم يا قوم قد اختلفتم علي فآمنت منكم طائفة وكفرت طائفة أخرى فاصبروا أيها الكفرة حتى يقضي الله بيننا وبينكم بأن ينصر الله جنده المؤمنين الصابرين وينتقم من المشركين الظالمين ؛ فيأخذهم بعذاب الخزي في الدنيا . ثم يردهم في الآخرة إلى مصيرهم البئيس في الجحيم .


[1470]:مختار الصحاح ص 400.