فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِن كَانَ طَآئِفَةٞ مِّنكُمۡ ءَامَنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَطَآئِفَةٞ لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ فَٱصۡبِرُواْ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ بَيۡنَنَاۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (87)

{ وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مّنكُمْ آمَنُواْ بالذي أُرْسِلْتُ بِهِ } إليكم من الأحكام التي شرعها الله لكم { وَطَائِفَةٌ } منكم { لَّمْ يْؤْمِنُواْ فاصبروا حتى يَحْكُمَ الله بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الحاكمين } هذا من باب التهديد والوعيد الشديد لهم . وليس هو من باب الأمر بالصبر على الكفر . وحكم الله بين الفريقين هو نصر المحقين على المبطلين ، ومثله قوله تعالى : { فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ } أو هو أمر للمؤمنين بالصبر على ما يحلّ بهم من أذى الكفار ، حتى ينصرهم الله عليهم .

/خ93