فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِن كَانَ طَآئِفَةٞ مِّنكُمۡ ءَامَنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَطَآئِفَةٞ لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ فَٱصۡبِرُواْ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ بَيۡنَنَاۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (87)

{ وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به } إليكم من الأحكام التي شرعها الله لكم { وطائفة } منكم { لم يؤمنوا } به { فاصبروا } أي انتظروا { حتى يحكم الله بيننا } وبينكم { وهو خير الحاكمين } أي أعدلهم ، هذا من باب التهديد والوعيد الشديد لهم ، وليس هو من باب الأمر بالصبر على الكفر وحكم الله بين الفريقين هو نصر المحقين على المبطلين ومثله قوله تعالى { فتربصوا إنا معكم متربصون } أو هو أمر للمؤمنين بالصبر على ما يحل بهم من أذى الكفار حتى ينصرهم الله عليهم ، وقيل للفريقين وهذا هو الظاهر .