الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ} (10)

«نشرت » قرئ بالتخفيف والتشديد ، يريد : صحف الأعمال تطوى صحيفة الإنسان عند موته ، ثم تنشر إذا حوسب . عن قتادة : صحيفتك يا ابن آدم تطوى على عملك ، ثم تنشر يوم القيامة ، فلينظر رجل ما يملي في صحيفته وعن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا قرأها قال : إليك يساق الأمر يا ابن آدم . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يحشر الناس عراة حفاة " فقالت أمّ سلمة : كيف بالنساء ؟ فقال : شغل الناس يا أمّ سلمة قالت : وما شغلهم ؟ قال : نشر الصحف فيها مثاقيل الذرّ ومثاقيل الخردل » ويجوز أن يراد : نشرت بين أصحابها ، أي فرقت بينهم . وعن مرثد بن وداعة : إذا كان يوم القيامة تطايرت الصحف من تحت العرش ، فتقع صحيفة المؤمن في يده في جنة عالية ، وتقع صحيفة الكافر في يده في سموم وحميم أي مكتوب فيها ذلك ، وهي صحف غير صحف الأعمال .