الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها 29

في التكوير وجهان : أن يكون من كوّرت العمامة إذا لففتها ، أي : يلف ضوءها لفاً فيذهب انبساطه وانتشاره في الآفاق ، وهو عبارة عن إزالتها والذهاب بها ؛ لأنها ما دامت باقية كان ضياؤها منبسطاً غير ملفوف . أو يكون لفها عبارة عن رفعها وسترها ؛ لأنّ الثواب إذا أريد رفعه لفّ وطوي ؛ ونحوه قوله : { يَوْمَ نَطْوِى السماء } [ الأنبياء : 104 ] وأن يكون من طعنه فجوّره وكوّره : إذا ألقاه ، أي : تلقى وتطرح عن فلكها ، كما وصفت النجوم بالانكدار ،

فإن قلت : ارتفاع الشمس على الابتداء أو الفاعلية ؟ قلت : بل على الفاعلية رافعها فعل مضمر يفسره كوّرت ؛ لأنّ «إذا » يطلب الفعل لما فيه من معنى الشرط .