النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ} (10)

{ وإذا الصُّحُف نُشِرَتْ } يعني صحف الأعمال إذا كتب الملائكة فيها ما فعل أهلها من خير وشر ، تطوى بالموت وتنشر في القيامة ، فيقف كل إنسان على صحيفته فيعلم ما فيها فيقول : " { ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحْصاها } .

وقرأ حمزة والكسائي بتشديد نشّرت على تكرار النشر ، وقرأ الباقون بالتخفيف على نشرها مرة واحدة ، فإن حمل على المرة الواحدة فلقيام الحجة بها ، وإن حمل على التكرار ففيه وجهان :

أحدهما : للمبالغة في تقريع العاصي وتبشير المطيع .

الثاني : لتكرير ذلك من الإنسان والملائكة الشهداء عليه .