إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ} (10)

{ وَإِذَا الصحف نُشِرَتْ } أيْ صحفُ الأعمالِ فإنَّها تُطوى عندَ الموتِ وتنشرُ عند الحسابِ . عنِ النبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أنَّه قالَ : «يُحشرُ النَّاسُ عُراةً حُفاةً »{[823]} فقالتْ أمُّ سلمةَ فكيفَ بالنساءِ فقالَ : «شُغلَ الناسُ يا أُمَّ سلمةَ » قالتْ وما شغلَهُم قالَ : «نشرُ الصحفِ فيها مثاقيلُ الذرِّ ومثاقيلُ الخردلِ »{[824]} . وقيلَ نُشرتْ أي فُرِّقتْ بينَ أصحابِها ، وعن مَرْثَدِ بنِ وَدَاعةَ : إذَا كانَ يومُ القيامةِ تطايرتِ الصحفُ من تحت العرشِ فتقعُ صحيفةُ المؤمنِ في يدِه في جنةٍ عاليةٍ وتقعُ صحيفةُ الكافرِ في يده في سَمومٍ وحميمٍ أي مكتوبٌ فيها ذلكَ وهيَ صُحفٌ غيرُ صحفِ الأعمالِ .


[823]:أخرجه بلفظ "إنكم محشورون حفاة عراة" البخاري في كتاب الأنبياء باب (8)، وكتاب التفسير سورة (5) باب (14، 15) والسورة (21) باب (2) وفي كتاب الرقاق باب (45) كما أخرجه مسلم في كتاب الجنة حديث (58) والترمذي في كتاب القيامة باب (3) وكتاب التفسير سورة (21) باب (4) والنسائي في كتاب الجنائز باب (119) وأحمد في المسند (5/3).
[824]:أخرجه البخاري في كتاب الأشربة باب (28)، ومسلم في كتاب اللباس حديث (1)؛ وابن ماجه في كتاب الأشربة باب (17)؛ والدارمي في كتاب الأشربة باب (25)؛ ومالك في الموطأ في كتاب صفة النبي حديث (11) وأحمد في المسند (6/98، 301، 302، 304، 306).