تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرٞ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا} (95)

{ قال ما مكني فيه ربي خير } من جعلكم .

قال محمد : من قرأ ( مكني ) {[684]} فالمعنى : مكنني ، إلا أنه أدغم النون في النون ، لاجتماع النونين ، ومن قرأ ( مكنني ) بإظهار النونين ، فذلك جائز ، لأنهما من كلمتين : الأولى من الفعل ، والثانية تدخل مع الاسم المضمر .

{ فأعينوني بقوة } يعني : عددا من الرجال { أجعل بينكم وبينهم ردما } قال محمد : الردم في اللغة : أكثر من السد ، لأن الردم ما جعل بعضه على بعض ، يقال : ثوب مردم ، إذا كان قد رقع رقعة فوق رقعة ، ويقال لكل ما كان مسدودا خلقة : سد ، وما كان من عمل الناس فهو سد بالفتح ، وقد قيل : إنهما لغتان بمعنى واحد : سد ، وسد ، بالفتح والضم .


[684]:قال أبو حيان: (وقرأ ابن كثير وحميد: ما (مكنني) بنونين متحركتين، وباقي السبعة بإدغام نون مكن في نون الوقاية (البحر المحيط 7/ 227).