تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةٖ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمٗاۖ قُلۡنَا يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمۡ حُسۡنٗا} (86)

{ حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة } وهي تقرأ : ( حامية ) قال ابن أبي مليكة : اختلف ابن عباس وعمرو بن العاص ، فقال ابن عباس : ( حمئة ) {[680]} وقال عمرو بن العاص : ( حامية ) ، فجعلا بينهما كعبا الحبر ، فقال كعب : نجدها في التوراة : تغرب في ماء وطين ، كما قال ابن عباس .

يحيى : ومن قرأ : ( حامية ) فالمعنى : أي : ذات حمأة ، تقول : حمئت البئر فهي حمئة ، إذا صارت ( فيها الحمأة فتكدرت وتغير رائحتها ){[681]} .

{ ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب } يعني : القتل { وإما أن تتخذ فيهم حسنا } يعني : العفو ، في تفسير السدي ، قال : فحكموه فحكم بينهم .


[680]:قال أبو حيان الأندلسي: وقرأ عبد الله وطلحة بن عبيد الله وعمرو بن العاص وابن عمر وعبد الله بن عمرو ومعاوية، والحسن وزيد بن علي رضي الله عنه، وابن عامر وحمزة والكسائي حامية بالياء أي حارة. وقرأ ابن عباس وباقي السبعة وسيبة وحميد وابن أبي ليلى ويعقوب وأبو حاتم وابن جبير الأنطاكي (حمئة) بهمزة مفتوحة والزهري يلينها...يقال: حمئت البئر تحمأ فهي حمئة، وحمأتها نزعت حمأتها وأحمأتها أبقيت فيها الحمأة، ولا تنافي بين الحامية والحمئة إذ تكون العين جامعة للوصفين، وقال أبو حاتم وقد يمكن أن تكون حامية مهموزة، بمعنى ذات حمأة فتكون القراءاتان بمعنى واحد يعني – إنه سهلت الهمزة بإبدالها لكسرة ما قبلها وفي التوراة: تغرب في ماء وطين. (البحر المحيط 6/159) وانظر: زاد المسير (5/185) والكشف (2/73) ومعاني القراء (2/158).
[681]:ما بين ( ) طمس في الأصل، والذي أثبتناه من اللسان، وتاج العروس والصحاح (حمأ).