تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّي جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّي حَقّٗا} (98)

{ قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي } يعني : خروجهم { جعله } يعني : السد { دكا } قال قتادة : أي : يتعفر بعضه على بعض{[686]} ، وتقرأ على وجه آخر : " دكاء " ممدودة ، أي : جعله أرضا مستوية .

يحيى : عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن يأجوج ومأجوح يخرقونه كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ، فيعيده الله كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا -إن شاء الله- فيغدون إليه وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ، فيخرجون على الناس فينشفون المياه ، ويتحصن الناس منهم في حصونهم ، فيرمون سهامهم إلى السماء ، فترجع وفيها كهيئة الدماء ، فيقولون : قهرنا أهل الأرض ، وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها " {[687]} .

قال يحيى : وسئل علي بن أبي طالب عن ذي القرنين ، فقال : كان عبدا صالحا دعا قومه إلى الإيمان فلم يجيبوه ، فضربوه على قرنه فقتلوه ، فأحياه الله ، ثم دعا قومه أيضا ، فضربوه على قرنه فقتلوه فأحياه الله ، فسمي : ذا القرنين .


[686]:ذكره الطبري في تفسيره (1/228) ط العلمية ببيروت.
[687]:رواه أبو عمرو الداني في (السنن الواردة) (666) عن ابن أبي زمنين بإسناده عن يحيى بن سلام به، فذكره. وكذلك رواه الترمذي (3153) وأحمد في (المسند) (2/511) والحاكم في (المستدرك) (4/488) وقال أبو عيسى: حسن غريب، وإنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وانظر تفسير ابن كثير (3/158) وقوله: النغف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم، مفرده: نغفة (اللسان: نغف).