السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرٞ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا} (95)

{ قال } لهم ذو القرنين { ما مكّنى فيه ربي } أي : المحسن إليّ مما ترونه من الأموال والرجال والتوصل إلى جميع الممكن للمخلوق { خير } من خراجكم الذي تريدون بذله كما قال سليمان عليه السلام : { فما آتاني اللّه خير مما آتاكم } [ النمل ، 36 ] ، وقرأ ابن كثير بنون مفتوحة بعد الكاف وبعدها نون مكسورة والباقون بنون واحدة مكسورة مشدّدة { فأعينوني بقوّة } أي : أني لا أريد المال بل أعينوني بأيديكم وقوّتكم وبالآلات التي أتقوّى بها في فعل ذلك فإن ما معي إنما هو للقتال وما يكون من أسبابه لا لمثل هذا { أجعل بينكم } أي : بين ما تختصون به { وبينهم ردماً } أي : حاجزاً حصيناً موثقاً بعضه فوق بعض من التلاصق والتلاحم وهو أعظم من السد من قولهم ثوب ردم إذا كان رقاعاِ فوق رقاع قالوا : وما تلك القوة ؟ قال : فعلة وصناع يحسنون البناء ،