{ قال } بعفة وديانة وقصد للخير : { ما مكني } .
{[47370]}ولما كان لمكنته حالتان : إحداهما ظاهرة ، وهي ما شوهد من فعله بعد وقوعه ، وباطنة ولا يقع أحد عليها بحدس ولا توهم ، لأنها مما لم يؤلف مثله ، فلا يقع المتوسم عليه ، قرأ ابن كثير{[47371]} بإظهار النون في { مكنني } وغيره بالإدغام ، إشارة إليهما . ولما كان النظر إلى ما يقع المكنة فيه{[47372]} أكثر ، قدم ضميره فقال : { فيه ربي } أي{[47373]} المحسن إليّ بما ترون من الأموال والرجال ، {[47374]}والفهم في إتقان{[47375]} {[47376]}الأمور ، والتوصل إلى جميع الممكن للمخلوق{[47377]} { خير } أي{[47378]} من خرجكم الذي تريدون بذله لمكنتي كما قال سليمان عليه السلام
{ فما آتانيَ الله خير مما آتاكم{[47379]} }[ النمل : 36 ] { فأعينوني بقوة } أي آلات وعمال أتقوى بها في فعل ذلك ، فإن {[47380]}أهل البلاد أخبر بما يصلح في هذا العمل من بلادهم و{[47381]}ما معي إنما هو للقتال وما يكون من أسبابه ، لا لمثل{[47382]} هذا { أجعل بينكم } {[47383]}أي بين ما تختصون به { وبينهم ردماً * } أي حاجزاً حصيناً موثقاً{[47384]} بعضه فوق بعض ، مع التلاصق{[47385]} المتلاحم الموجب لأن لا يميز بعضه من بعض {[47386]}وهو أعظم من السد{[47387]} ؛ قال البغوي{[47388]} : فحفر{[47389]} له الأساس حتى بلغ الماء و{[47390]}جعل حشوه الصخر وطينه النحاس يذاب فيصب عليه فصار كأنه عرق من جبل تحت الأرض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.