تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي كُلَّ كَفُورٖ} (36)

{ والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا } . قال محمد : من قرأ ( فيموتوا ){[1135]} يجعله جواب الفاء للنفي في أوله .


[1135]:قال ابن جني: ومن ذلك قراءة الحسن: (يقضى عليهم فيموتون) وكذلك الثقفي. و(يموتون) أعطف على (يقضى) أي: لا يقضى عليهم، ولا يموتون والمفعول محذوف، أي: لا يقضى عليهم الموت، وحسن حذفه هنا لأنه لو قيل: لا يقضى عليهم، ولا يموتون والمفعول محذوف، أي: لا يقضى عليهم الموت، وحسن حذفه هنا لأنه لو قيل: لا يقضى عليهم الموت-فيموتون- كان تكريرا يغني من جميعه بعضه، ولا توكيدا أيضا فيه فيحتمل لفظه، وعلى كل حال فقد بينا في كتابنا هذا وفي غيره-حسن حذف المفعول لدلالة الكلام عليه، وأنه لا يصدر إلا عن فصاحة عذبة. وقراءة العامة في هذا أوضح وأشرح، وذلك أن فيها نفي سبب الموت، وهو القضاء عليهم، وإذا حذف السبب فالمسبب أشد انتفاء، ومن قولهم: لم يقم زيد أمس، فنفى الماضي بلفظ المستقبل، وذلك أن المستقبل أسبق رتبة في النفس من الماضي، فإذا انتفى الأصل كان الفرع أشد انتفاء، ونظائره كثيرة، فتأمله (المحتسب2/202).