قوله : { فَيَمُوتُواْ } : العامَّةُ على نصبِه بحذفِ النونِ جواباً للنفي . وهو على أحدِ معنَييْ نَصْبِ " ما تأتينا فتحدِّثَنا " ، أي : ما يكون منك إتيانٌ فلا حديثٌ ، انتفى السببُ وهو الإِتيانُ ، فانتفى مُسَبَّبُه وهو الحديثُ . والمعنى الثاني : إثباتُ الإِتيانِ ونفيُ الحديثِ أي : ما تأتينا محدِّثاً بل تأتينا غيرَ مُحَدِّثٍ . وهذا لا يجوزُ في الآيةِ البتةَ .
وقرأ عيسى والحسن " فيموتون " بإثباتِ النونِ . قال ابنُ عطية : " هي ضعيفةٌ " . قلت : وقد وَجَّهها المازنيُّ على العطفِ على { لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ } فلا يموتون . وهو أحدُ الوجهين في معنى الرفعِ في قولك : " ما تأتينا فتحدِّثنا " أي : انتفاءُ الأمرَيْن معاً ، كقولِه : { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ }
[ المرسلات : 36 ] ، أي : فلا يعتذرون . و " عليهم " قائمٌ مقامَ الفاعلِ ، وكذلك " عنهم " بعد " يُخَفَّفُ " . ويجوزُ أَنْ يكونَ القائمُ " من عذابها " و " عنهم " منصوبُ المحلِّ . ويجوز أَنْ تكونَ " مِنْ " مزيدةً عند الأخفش ، فَتَعيَّن لقيامِه مَقامَ الفاعلِ لأنه هو المفعولُ به .
وقرأ أبو عمرٍو في رواية " ولا يُخَفَّفْ " بسكون الفاء ، شبَّه المنفصل بِ " عَضْد " كقوله :
3769 فاليومَ أشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِبٍ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قوله : " كذلك " إمَّا مرفوعُ المحل أي : الأمرُ كذلك ، وإمَّا منصوبُه أي : مثلَ ذلك الجزاءِ نَجْزي . وقرأ أبو عمرٍو " يُجْزَى " مبنيَّاً للمفعول ، " كلُّ " رفعٌ به . والباقون " نَجْزي " بنونِ العظمة مبنيَّاً للفاعل ، " كلَّ " مفعول به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.