فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي كُلَّ كَفُورٖ} (36)

ثم لما فرغ سبحانه من ذكر جزاء عباده الصالحين ذكر جزاء عباده الظالمين فقال : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ } بالموت { فَيَمُوتُوا } ويستريحوا من العذاب . قرئ : فيموتوا بالنصب جوابا للنفي وقرئ : بإثبات النون . قال ابن عطية : هي ضعيفة ولا وجه لهذا التضعيف ، بل هي كقوله : { ولا يؤذن لهم فيعتذرون } .

{ وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا } بل كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب وكلما خبت النار زيد إسعارها وهذه الآية هي مثل قوله سبحانه : { لا يموت فيها ولا يحيى } .

{ كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ } أي مثل ذلك الجزاء الفظيع نجزي كل من هو مبالغ في الكفر لا جزاء أخف وأدنى منه ، وقرئ : يجزي على البناء للمفعول .