تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ} (34)

{ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا } اخترنا { من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه } إلى قوله { يدخلونها } .

يحيى : عن النضر بن بلال ، عن أبان بن أبي عياش ، عن جعفر بن زيد وذكر حديثا فيه : أن أبا الدرداء قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية { ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا } إلى قوله : { جنات عدن يدخلونها } إلى آخر الآية ، قال : فيجيء هذا السابق بالخيرات فيدخل الجنة بلا حساب ، ويجيء هذا المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ثم يتجاوز الله عنه ، ويجيء هذا الظالم لنفسه فيوقف ويعير ويوبخ ويعرف ذنوبه ، ثم يدخله الله الجنة بفضل رحمته ، فهم الذي قالوا : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور }[ فاطر :34 ] غفر الذنب الكبير ، وشكر العمل اليسير{[1132]} .

يحيى : عن أبي أمية ، عن ميمون بن سياه ، عن شهر بن حوشب ، أن عمر ابن الخطاب قال : ( سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له ){[1133]} .

ومن حديث يحيى بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن صالح مولى التوءمة ، عن أبي الدرداء قال : ( قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ، فقال : أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب ، والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا ، وأما الظالم لنفسه فيحبس في طول المحشر ، ثم يتجاوز الله عنه ) .


[1132]:رواه أحمد في مسنده (5/194، 1981)، (6/444)، وابن جرير في تفسيره (29018)، والبغوي في معالم التنزيل(6/41)، والحاكم في المستدرك (2/426) والبيهقي في البعث (58) من طريق سفيان الأعمش قال: ذكر أبو ثابت أن أبا الدرداء فذكره بنحوه.
[1133]:رواه سعيد بن منصور في سننه (2308)، والرافعي في التدوين (3/331)، والعقيلي في الضعفاء (3/443) والبغوي في معالم التنزيل (6/421)، عن عمر بن الخطاب مرفوعا. وفيه الفضل بن عمير الطفاوي ضعفه الحافظ وهو لا يتابع على حديثه، وميمون بن سياه أرسل الحديث عن عمر، فهو منقطع.