قوله : { والذين كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ } عطف على قوله : { إِنَّ الذين يَتْلُونَ كِتَابَ الله } [ فاطر : 29 ] وما بينهما كلام يتعلق{[45449]} { بالَّذين يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ } على ما تقدم .
قوله : { فَيَمُوتُوا } العامة على نصبه لحذف النوف جواباً للنفي{[45450]} وهو على أحد مَعْنَيين نَصْبِ : «مَا تَأتِينا فَتُحَدِّثَنَا » أي ما يكون منك إتيان ولا حديثٌ . انتفى السبب وهو الإتيان فانتفى مسببه{[45451]} وهو الحديث . والمعنى الثاني : إثابت الإتيان ونفي الحديث أي ما تأتينا محدِّثاً بل تأتينا غيرَ محدث . وهو لا يجوز في الآية البتّة{[45452]} وقرأ عيسى والحسن «فَيَموتُونَ » بإثبات النون{[45453]} قال ابن عطية : وهي ضعيفة{[45454]} قال شهاب الدين{[45455]} وقد وَجَّهَهَا المَازِنيُّ{[45456]} على العطف على «لاَ يُقْضَى » أي لا يُقْضَى عليهم فلا يموتون . وهو أحد{[45457]} الوجهين في معنى الرفع في قولك : مَا تَأتِيناً فَتُحَدِّثُنَا أو{[45458]} انتفاء الأمرين معاً كقوله{[45459]} : { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [ المراسلات : 36 ] أي فَلاَ يَعْتَذِرُونَ . و «عَلَيْهِمْ » قائمٌ مَقَامَ الفاعل وكذلك «عَنْهُمْ » بعدَ{[45460]} «يُخَفِّفُ » ويجوز أن يكون القائم{[45461]} «مِنْ عَذَابِهَا » و «عَنْهُمْ » منصوب المحل ، ويجوز أن يكون «مِنْ » مزيدةً عند الأخفش فيتعين قيامه مقام الفاعل لأنه هو المفعول به{[45462]} وقرأ أبو عمرو - في روايةٍ- ولا يُخَفِّفْ بسكون الفاء{[45463]} شبه المنفصل بعَضْدٍ كقوله :
4162- فَالْيوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . {[45464]}
فصل{[45465]}
{ لاَ يقضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ } أي لا يَهْلِكُون فيستريحوا كقوله : { فَوَكَزَهُ موسى فقضى عَلَيْهِ } [ القصص : 15 ] أي قَتَله . لاَ يَقْضِي عليهم الموت{[45466]} فيموتوا كقوله : { وَنَادَوْاْ يامالك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } [ الزخرف : 77 ] أي الموت فنستريح بل العذاب دائم{[45467]} «ولا يخفف عنهم من عذابها أي من عذاب النار . وفي الآية لطائف :
الأولى : أن العذاب في الدنيا إن دام قتل وإن لم يَقْتُلْ يَعْتَادُهُ البدن ويصير مِزَاجاً فاسداً لا يحسّ به المعذب فقال عذاب نار الآخرة ليس كعذاب الدنيا إما أن يفنى وإما أن يألَفَهُ البَدّنُ بل هو في كل زمان شديد والمعذب فيه دائم .
الثانية : دقيق{[45468]} العذاب بأنه لا يفتر ولا ينقطع ولا بأقوى الأسباب وهو الموت حتى يتمنوه ولا يُجَابُون{[45469]} كما قال تعالى : { وَنَادَوْاْ يامالك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } [ الزخرف : 77 ] أي بالموت .
الثالث : ذكر في المعذبين الأشقياء بأنه لا ينقصُ عذابهم ولم يقل : يزيدهم{[45470]} ، وفي المثابين قال : { يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } .
قوله : { كَذلِكَ } إما مرفوع المحل{[45471]} أي الأمر كذلك ، وإما منصوبه أي مِثْلُ ذلِكَ الجَزَاءِ يُجْزَى{[45472]} وقرأ أبو عمرو » يُجْزَى «مبنياً للمعفول كُلُّ رفع به{[45473]} والباقون نَجْزِي بنون العظمة مبنياً للفاعل كُلَّ مفعول به . والكَفُور الكافر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.