تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ} (14)

{ يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله } ولمحمد بالقتال على دينه ، { كما قال عيسى ابن مريم للحواريين } وهم أصفياء الأنبياء ، { من أنصاري إلى الله } أي مع الله .

{ فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة } فقاتلت الطائفة المؤمنة الطائفة الكافرة ، { فأيدنا } أعنا { الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين( 14 ) } عليهم قد ظفروا بهم .

قال محمد : ( الحواريون ) أصل الكلمة من التحوير للثياب وغيرهم وهو التبييض ، تقول : حورت الثوب ، أي : غسلته وبيضته ، واحورت القدر ابيض لحمها قبل أن ينضج ، والحوراء من هذا أيضا وهي الشديدة البياض ، وخبز الحواري هو من هذا ؛ لأنه خالص أبيض نقي ، فكأن الحواري من الناس الصافي من العيوب الخالص في دينه النقي ، والله أعلم .