تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (129)

{ وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً } بمعنى نخليهم حتى يتولى بعضهم بعضاً كما فعل الشياطين وغواة الانس ، ويجعل بعضهم أولياء بعض يوم القيامة ، وقرناء كما كانوا في الدنيا ، أو نولي بعضهم بعضاً في النار ، وروى الثعلبي قال : يسلط بعضهم على بعض يدل عليه قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من أعان ظالماً سلّطه الله عليه " ، وقال مالك بن دينار : قرأت في كتب الله المنزلة أن الله تعالى قال : أفني أعدائي بأعدائي ثم أفنيهم بأوليائي ، قال : وروي أيضاً في تفسيره : إن الله تعالى إذا أراد بقوم خيراً ولّى أخيارهم ، وإذا أراد بقوم شراً ولّى عليهم أشرارهم ، وفي الخبر : أن الله تعالى يقول : أنا الله لا إله إلا أنَّا مالك الملوك ، قلوبهم ونواصيهم بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليهم رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليهم نقمة ، فلا تشغلوا بسبّ الملوك ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم