الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (129)

قوله : { وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا } الآية [ 130 ] .

المعنى : وكما فعلنا بهؤلاء ما ذكرنا ، نجعل بعضهم لبعض وليا على الكفر بالله{[21850]} ، استدراجا لهم وجزاء على مخالفتهم أمر الله ، وما{[21851]} اجترحوا من المعاصي{[21852]} .

قال مجاهد : يجعل بعضهم وليا لبعض{[21853]} . وقال قتادة : المؤمن ولي المؤمن أين كان وحيث كان ، والكافر ولي الكافر أين{[21854]} كان وحيث كان{[21855]} .

وقيل : المعنى : يتبع بعضهم بعضا في النار{[21856]} . قال{[21857]} ابن زيد : المعنى : يسلط ظَلَمَةِ{[21858]} الجن على ظَلَمَةَ{[21859]} الإنس{[21860]} . وقيل : المعنى : يجعل ظَلَمَةَ{[21861]} الجن أولياء لظلمة{[21862]} الإنس جزاء بما كانوا يكسبون ، وهذا كقوله : { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } إلى { فبيس القرين }{[21863]} .


[21850]:هو قول قتادة في تفسير الطبري 12/119.
[21851]:مخرومة في أ. ب: اما.
[21852]:انظر: تفسير الطبري 12/120.
[21853]:انظر: القطع 321.
[21854]:د: وابن.
[21855]:انظر: تفسير الطبري 12/119.
[21856]:هو قول قتادة في تفسير الطبري 12/119، وفي القطع 321.
[21857]:ب د: وقال.
[21858]:د: ظلمات.
[21859]:انظر: المصدر السابق.
[21860]:انظر: تفسير الطبري 12/119، والقطع 321.
[21861]:د: ظلمات.
[21862]:انظر: المصدر السابق.
[21863]:الزخرف آية 35. وهو قول ابن زيد أيضا في تفسير الطبري 12/119.