قوله : " وكَذَلِك نُوَلِّي " أي : كما خَذَلْنَا عُصَاة الإنْس والجِنِّ حتى اسْتَمْتَع بعضُهم ببَعْصٍ ، كذلك نَكِلُ بَعْضَهُم إلى بَعْض في النُّصْرة والمعُونة وقيل : نُسَلِّط بَعْضُهم على بَعْضِ ، فَيَأخذ من الظَّالم بالظَّالم ؛ كما جاء " من أعَان ظالماً ، سَلَّطه اللَّهُ عليه " .
قال قتادة : نجعل بَعْضَهُم أولياء لِبَعْضٍ ، فالمؤمِنُ ولي المؤمن أين كان ، والكَافِرُ ولِيُّ الكافِر حَيْثُ كان{[15211]} .
وروى مَعْمَر عن قتادة : يتبع بَعْضُهم بَعْضاً في النَّارِ من المْولاة{[15212]} .
وقيل : مَعْنَاه : نُولي ظلمَة الجِنِّ ظلمة الإنْس ، ونُولي ظلَمَة الإنْس ظلممَة الجِنِّ ، أي : نَكِل بَعْضَهم إلى بَعْضٍ ؛ كقوله -تبارك وتعالى- : { نُوَلِّهِ مَا تولّى } [ النساء : 115 ] فهي نَعْتٌ لمَصْدَر مَحْذُوف ، أو في محلِّ رَفْعٍ ، أي : الأمَرُ مثل تَوْلِيَة الظالمين ، وهو رَأيُ الزَّجَّاج في غَيْر مَوْضِع .
وروى الكَلْبِيُّ عن أبي صالح في تفْسيرها : هو أنَّ الله -تبارك وتعالى- إذا أرادَ بقوم خَيْراً ولَّى أمرهم خِيَارَهُم ، وإذا أرَادَ بِقَوْم شَرّاً وَلَّى أمْرَهم شرارهُم{[15213]} .
وروى مَالِك بن دينارٍ قال جَاءَ في [ بَعْضِ ] كتب الله المنزّلة أنَّا الله مَالِك المُلُوك ، قُلُوب المُلُوكِ بِيَدي ، فمن أطاعَنِي ، جَعَلْتُهُم عليه رَحْمَة ، ومن عَصَانِي جَعَلْتُهم عليه نِقْمَة ، لا تَشْغَلُوا أنْفُسَكُم بسبب المُلُوكِ ، لكن تُوبُوا إليّ أعَطِّفُهم عليكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.