اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ سَبۡعٞ شِدَادٞ يَأۡكُلۡنَ مَا قَدَّمۡتُمۡ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّا تُحۡصِنُونَ} (48)

قوله تعالى : { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلك سَبْعٌ شِدَادٌ } حذف المميز ، وهو الموصوف ؛ لدلالة ما تقدَّم عليه ، ونسب الأكل إليهن ، مجازاً ؛ كقوله : { والنهار مُبْصِراً } [ يونس : 67 ] لمَّا كان الأكل ، والإبصار فيهما ، جعلا كأنهما واقعان منهما ، مبالغة .

و " الشِّدادُ " : الصِّعابُ التي تشتدُّ على الناس ؛ فلذلك سمَّى السنين المجدبة شداداً .

يَأكْلْنَ ، أي : يُفْنِين ، ويهلكن الطعام إلاَّ قليلاً ممَّا تُحْصِنُونك تحرزُونَ ، وتدَّخِرُونَ ؛ للبذر .

" والإحصانُ : الإحرازُ ، وهو [ إبقاء ] الشيء في الحصنِ ، يقال : أحْصَنَهُ إحصاناً ، إذا جعله في حِرْزٍ " .